U3F1ZWV6ZTU3MDA0NzA0NzQ3MV9GcmVlMzU5NjM0OTY5NzM3

لماذا لا ينجح الناس فى وضع إمكاناتهم موضع التنفيذ

لماذا لا ينجح الناس فى وضع إمكاناتهم موضع التنفيذ
لماذا لا ينجح الناس فى وضع إمكاناتهم موضع التنفيذ


أن يبدأ الإنسان بالأمل والحلم فهذا شيء جميل ، ولكن إذا حلمت فلابد من التنفيذ وبلا تردد .. فالمعرفة والأمل شيئان جميلان ، ولكنهما لا يكفيان وحدهما . وللآسف يعيش أغلب الناس حياة بعيدة كل البعد عن قدراتهم الشخصية الحقيقية ويشتغلون بأعمال لا يحبونها ويستمرون فى علاقات تسبب لهم الالام وبدلا من البحث عن حل لمشاكلهم يداومون فقط على الشكوى واجترار الأيام . 

هناك سببان يمنعان الناس من أن يضعوا إمكاناتهم موضع الفعل 

السبب الأول هو الخوف :


فالخوف هو العدو الرئيسي للإنسان والعقبة الأولى التي تمنع الناس من التصرف لتحقيق أحلامهم . 

وهناك أربعة أنواع من الخوف :  

أولا : الخوف من الفشل :


فلو أن شخصا كان قد مر بتجربة فاشلة فحتما سيتفادى أن يكرر نفس التجربة خوفا من عدم النجاح ، ومن الممكن لهذا الشخص أن يبرمج فى سن مبكرة على ألا يجازف أو يقوم بأي مغامرة آخرى ، وربما إنه قد عاش طوال حياته من الصغر ولاحظ أن والده يعمل بنفس الوظيفة طوال حياته ويكرر نفس العمل كل يوم ، ومن الجائز أن يكون والده قد نصحه بأن يحذو حذوه حتى لا يتعرض للفشل .

ثانيا : الخوف من عدم التقبل : 

وهذا النوع يكون سببا فى أن الأشخاص يتفادون إحداث أي تغييرات فى حياتهم يمكن أن تكون نتيجتها الرفض وعدم التقبل .. وكمثال على ذلك طلبت مني إحدى السيدات مرة أن أساعدها على التوقف عن التدخين ونجحت فعلا فى ذلك ، وكانت مسرورة لانها أقلعت عن هذه العادة السيئة . وبعد ستة أشهر اتصلت بي وطلبت مني مقابلتي مرة آخرى ، وفى خلال المقابلة ذكرت لي أنها بعد ما توقفت عن التدخين ، واجهت مشكلة آخرى كبيرة وهي أن معظم أصدقائها كانوا من المدخنين وقد بدؤوا فى تفاديها والبعد عنها فشعرت أنها غير مرغوب فيها معهم ، فقررت أن تعود للتدخين مرة آخرى حتى تظل متقبلة بين أصدقائها .

فأخذت فى علاجها من هذا النوع فزادت ثقتها بنفسها وبدأت تقتنع أنه من الممكن أن تقلع عن التدخين وتظل فى نفس الوقت بين أصدقائها واقتنعت أنهم لو رفضوا قبولها بينهم فهم ليسوا أصدقاء حقيقيين .. وبمجرد أن زال عنها هذا النوع من الخوف أقلعت عن التدخين تماما . 

ثالثا الخوف من المجهول :


إن هذا الخوف يمكنه أن يمنعننا من التصرف ، ولتوضيح ذلك إليك هذا المثال : فقد جاءني رجل يشكو من مشكلة كانت تسبب له ارتباكا وألما شديدا فقد عرض عليه عقد للعمل فى فرنسا لمدة سنتين ، ولكنه فى ذلك الوقت لم يكن قد عاش فى أي مكان  آخر خارج مونتريال بكندا .. فسألته : ما هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث لو أنك عشت هناك .. فكان رده " أنه ربما ألغي العقد بعد ستة أشهر " فسألته " ما هي أفضل النتائج التي من الممكن أن تحدث لو قبلت هذا العرض .

وكان رده " أنه سيتمكن من أن يزور كثيرا من الدول فى أوروبا بخلاف تجوله فى فرنسا نفسها بالإضافة إلى العائد المادي المغري ، ثم بعد انتهاء مدة العقد يعود إلى مونتريال ويبدأ عمله الخاص .. وبعد العلاج اقتنع وقرر أن يقبل العقد وسافر فعلا إلى فرنسا .. والذي حدث فى حالة هذا الرجل هو أننا أوجدنا نموذجا للمستقبل كان التركيز فيه على المزايا وكانت عوامل القبول أكثر بكثير من عوامل الرفض ، وقضى مدة العقد مع أسرته وتمتع بكل لحظة فيها ، وعاد وبدأ عمله الخاص فى مونتريال . 

رابعا الخوف من النجاح :


ولكن هذا النوع موجود فعلا عند بعض الناس وفى قرارة أنفسهم يعتقدون أن النجاح معناه الالام والطلاق والغش والوحدة .. ولتوضيح ذلك إليك هذا المثال : كنت فى إحدى البلاد العربية وتوجهت بإحدى سيارات الأجرة لإلقاء إحدى المحاضرات ، وكان السائق فى الأربعينات من عمره ، وفي الطريق مرت بجانبنا سيارة مرسيدس كبيرة ، فما كان من سائق التاكسي إلا أن قال : " جميع ملاك هذه السيارات لصوص حيث أنهم يقومون بعمل أي شيء من أجل النقود " .. فسألته " ألاتحب أن تمتلك مثل هذه السيارة فى يوم  من الأيام ؟ .. فنظر إلي نظرة وكأنني قمت بإهانته وقال لي : " أنا لا أريد أن أكون لصا فأنا سعيد بحالتي هذه ر.. " 

كان هذا الرجل يعتقد أن النجاح يعتقد أن النجاح من الممكن أن يكون سببا فى أن يقلل الشخص من قيمة نفسه .. فبعض الناس لا يستطيعون أن يتخيلوا أنفسهم وهم أثرياء ، وعندما يكسبون أكثر من المعتاد فهم يهدمون نجاحهم ويكونون عرضة لانفاق هذه النقود بإسراف وتبذير وعلى ذلك فالخوف من النجاح يمكن أن يمنع الناس من تنفيذ أفكارهم 

السبب الثاني / المماطلة 


بعضنا يأخذ فى تأجيل الواجبات التي يفترض أن يقوم بها ويظل يؤجلها إلى اليوم التالي ، والأسبوع الذي يليه وهكذا .. فلو كان عندك هدف تتمنى تحقيقه ، وفي نفس الوقت تشعر أن هناك شيئا ما يمنعك من التصرف فابحث عن السبب الحقيقي وراء عدم أخذك فى التنفيذ واسأل نفسك : 

  • ما الذي يمنعني من التصرف ؟ 
  • ما هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث لو تصرفنا فعلا ؟ 
  • والآن حاول أن تتذكر كم من المرات واجهت مواقف صعبة فى حياتك واستطعت أن تتخطاها 
  • وفي البرمجة اللغوية العصبية نقول : " ليس هناك فشل ، ولكن هناك فقط خبرات " 
  • لا تنزعج من الفشل ، ولكن أولى بك أن تقلق على الفرص التي تضيع منك حين لا تحاول أن تجربها 


وهناك حكمة يابانية تقول : " إذا وقعت سبع مرات فقف فى الثامنة " 
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

شاركنا رايك

الاسمبريد إلكترونيرسالة