U3F1ZWV6ZTU3MDA0NzA0NzQ3MV9GcmVlMzU5NjM0OTY5NzM3

رجيم على الموضة: حقيقة أم بدعة؟

تبدع صفحات الإنترنت والكتب والمجلاّت اليوم في تقديم حلولها السحريّة للباحثين عن أسهل الطرق وأسرعها لإنقاص الوزن الزائد. وتتنافس على خطف الأضواء في هذا المجال بتقديم برنامج جديد لتخسيس الوزن، وغالباً ما تعزوه إلى أحد الباحثين أو خبراء التغذية.



رجيم على الموضة: حقيقة أم بدعة؟


لكن يا ترى، أيّ هذه البرامج أقرب إلى الحقيقة وأصدق في المساعدة على تخفيف الوزن؟

هل هو رجيم شوربة الملفوف، أم برامج الرجيم التي تعتمد على البروتينات مثل أتكنز (Atkins) ودوكان (Dukan). أو ربّما تكون برامج الرجيم التي تعتمد على التقليل من تناول الكربوهيدرات (low-carb)، أو قد يكون رجيم الديتوكس (Detox) الذي يعمل على تخليص الجسم من السموم، وغيره الكثير ممّا يصعب حصر عدده هنا.


لكن هل حقّا تحقّق هذه البرامج النتائج المرجوّة منها، أم أنّها مجرّد هوسٍ وصرعات يتفذلك بها "خبراء" الحميات والتغذية سعيا وراء الشهرة والمال؟ فأين السبيل إذن لإيجاد الحلول السحريّة لإزاحة ذلك الثقل الجسدي والنفسي عن كاهلنا؟

ما هو ريجيم "الموضة"

يركّز ريجيم "الموضة" على أنواع محدّدة من الموادّ الغذائيّة دون غيرها، ما يقلّل من القيمة الغذائيّة للوجبة ، نتيجة لعدم توازن هذا الرجيم، والذي غالبا ما يحتوى على سعرات حرارية قليلة جدا قد تؤدى الى فقدان الوزن بطريقة غير صحية. فالوزن المفقود من خلال هذا الرجيم يعود إلى فقدان الجسم للماء، وليس للدهون.

والأنواع المحدودة المسموح تناولها في هذا النوع من الرجيم سرعان ما تشعرك بالملل والتقاعس عن متابعته نظراً لقسوته، فتتوقّف عن متابعة البرنامج. لتكون نتيجة ذلك الغرق مجدداً في عالم الشراهة، وما قد يؤدي إليه ذلك من آثار سلبية على صحّتك بسبب نقص بعض المواد الغذائيّة الضروريّة لبناء الجسم ووقايته من الأمراض.

مساوئ ريجيم "الموضة"

ينطوي هذا النوع من الرجيم على مساوئ كثيرة، منها:


  • الإصابة بالجفاف بسبب فقدان الجسم لكميّة كبيرة من الماء.
  • الشعور بالتعب والإرهاق لقلّة السعرات الحرارية التي يتناولها الشخص والتي تمدّه بالطاقة اللازمة للقيام بنشاطاته المعتادة.
  • الاسهال يليه الامساك المزمن.
  • الإصابة بسوء التغذية بسبب حرمان الجسم من الحصول على العديد من الفيتامينات والمعادن الضرورية لضمان تمتّعه بصحة جيدة.
  • يعتبر حلا مؤقتا ولا يلبّي النتائج المرجوّة من الحصول على الوزن المثالي، بحيث لا يدفعنا إلى اعتماد السلوكيّات الغذائيّة الصحيحة ولا يعلّمنا أسس التغذية السليمة.

أفضل وسيلة للتخسيس

قد تكون أفضل طريقة لإنقاص الوزن هى أن تشطب كلمة "ريجيم" من قاموسك! فإنقاص الوزن لا يأتى عن طريق ريجيم بل يتحقق بتغيير سلوكياتنا الغذائيّة وتحسين علاقتنا مع الطعام الذي نتناوله على المدى الطويل. فالحل يكمن فى تحسين نمط الحياة على أسس سليمة وليس فى الحلول السريعة والحرمان واللاعقلانية فى اختيار ما يدخل في جوفنا!

وإليك عزيزى القارئ فيما يلي بعض النصائح لتحقيق الوزن الصحي الذي ترجوه:

  1. التنويع فى الطعام لتحصل على العناصر الغذائية الأساسية كاملة وتتجنّب الشعور بالملل.
  2. امنح نفسك الوقت الكافي حتى تحقيق الهدف، فليس هناك حلول سحريّة.
  3. اضبط كمية الطعام التي تتناولها، فلا تفرط فى الأكل، وتوقف عن الأكل لحظة شعورك بالامتلاء.
  4. ركز فيما تأكل وامضغ الطعام ببطء.
  5. احتفظ بمذكّرة تدون فيها كل ما تتناوله من الطعام، لتساعدك على مراقبة كمية ونوعية الطعام الذي تتناوله، فتتجنّب الإفراط في الأكل.
  6. اسمح لنفسك بالاستمتاع بما تشتهي من الطعام بين الحين والآخر. فالطعام نعمة والأكل متعة. وعندما تشتهى قطعة من الشوكولا أو البسبوسة أو الكنافة، فلا تحرم نفسك من تناول كميّة قليلة منها وفي أوقات متباعدة.

ولا تنسَ عزيزي القارئ نصيبك من التمارين الرياضية، فهي ضروريّة جدا في عملية إنقاص الوزن، لما لها من دور في حرق السعرات الحرارية وتنشيط الجسم و تحسين المعنويات ورفع الهمم!

لا للحلول السريعة المغلوطة بعد الآن ... ونعم للحلول الذكية، الصحية الدائمة!
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

شاركنا رايك

الاسمبريد إلكترونيرسالة